بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين
من بين شِدّة المِحَن وعُمق الحِيرة واليأس والألم، يطلّ علينا أشرف شهور الله، بعد طول غيابٍ وانتظارٍ وشوقٍ عظيم. ها هو يقدم علينا وبين يديه عتقٌ ومغفرة وأجر، وبين يديه فسحة أمل.
يأتي رمضان ليُشرِق في أنفسنا بغدٍ أفضل، بفرجٍ من عند الله، بتفاؤلٍ وحسنُ ظنٍّ بربٍّ رحيم ليخرجَنا من حفرة العجز واليأس في شهر يحكي لنا "حكاية الأمل".
فرمضان هو الحكاية؛ حكاية بهجةٍ وسرورٍ بكرم الله وعطائه لعباده، فكل عمل ابن آدم له إلّا الصيام فإنه لله وحده وهو يجزي به الصائمين الصادقين بلا حدود.
ورمضان هو حكاية أبوابِ توبةٍ مفتوحةٍ من ربِّ غفور لمن شاء من عباده أن يُصلِح نيَّته وعمله وأن يسلك صراط الحق؛ صراط الله المستقيم، فيكون عند الله من المُنيبين المتّقين.
ورمضان هو حكاية أبوابِ عطاءٍ مفتوحةٍ في أيام قِلّةٍ وضيقٍ وعَوَز، لمن أراد أن يجود وينفق في سبيل الله، فيجود الله عليه من كرمه وعطائه ويكون من الفائزين.
ورمضان هو حكاية ثبات القلوب في زمن الفتن والابتلاء بالعودة إلى كتاب الله وتدبُّرِه، بالصلوات والقيام، بالدعاء إلى مُقلِّب القلوب والأبصار ليثبِّتها على دينه ويكون من الصادقين.
ورمضان هو حكاية صبرٍ وعمل. فالصوم نصف الصبر، والعمل والعطاء هو نصفه الآخر، فلنصبر ولنبذل ولنعمل ولنتوكل على الله، وليكن شعارنا "بالصبر والعمل نجدد الأمل" ليكتبنا الله عنده من العاملين المُحسنين.
نعم، رمضان هو حكاية أملِنا... أملٌ بعتقٍ من النار، أملٌ باجتماع المسلمين وتكاتُفِهم للخروج من المآسي والمحن، أملٌ بك أنتَ أيها الصائم القائم وأنتِ أيتها الصائمة القائمة لنجدِّدَ جميعاً العهدَ مع الله بصبرٍ وحبٍ وعمل...
فرمضان هو "حكـاية الأمـل"
تقبَّل الله منا ومنكم الصيامَ والقيامَ والصدقةَ والعمل، وكل عامٍ وأنتم ولبنان والمسلمون بكل خير، والحمد لله رب العالمين.
المهندس جمال محيو
رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح الخيرية الإسلامية
1 رمضان 1444 / 23 آذار 2023